الفرق بين المهابة والكبر
يقول ابن القيم:
والفرق بين المهابة والكبر أن المهابة أثرمن آثار من إمتلاء القلب بعظمة الله ومحبته وإجلاله، فإذا امتلأ القلب بذلك حلّ فيه النور، ونزلت عليه السكينة، والبس رداء الهيبة، فاكتسى وجهه الحلاوة والمهابة، فأخذ بمجامع القلوب محبة ومهابة، فحنت اليه الأفئدة، وقرت به العيون، وأنست به القلوب، فكلامه نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، وعمله نور وإن سكت علاه الوقار، وإن تكلم أخذ بالقلوب والأسماع.
وأما الكبر فأثر من آثار العجب والبغي من قلب قد امتلأ بالجهل والظلم، ترحلت منه العبودية، ونزل عليه المقت، فنظره الى الناس شزر، ومشيته بين الناس تختر، ومعاملته لهم معاملة الإستيثار لا الإيثار ولا الانصاف، ذاهبٌ بنفسه تيهاً، لا يبدأ من لقيه بالسلام، وإن رد عليه رأي أنه قد بالغ في الإنعام عليه، لاينطلق لهم وجهه، ولايسعهم خلقه، ولايرى لأحد عليه حقاً، ويرى حقوقه على الناس، ولايرى فضلهم عليه، ويرى فضله عليهم، لايزداد من الله إلا بعداً، ومن الناس إلا صغاراً وبغضاً.
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم